آدم وحواء

 

بسم الله الرحمن الرحيم

من وحي النبوة

قصة الخلق

آدم وحواء

 

 لما بدأ الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض، كانت الأرض خالية وملهاش شكل، وكانت رُوح الله بتُحلق فوق سطح المياه العميقة اللي الظلمة كانت مغطياها فقال الله سبحانه وتعالى: «ليكُنْ نور»، فكان النوروشاف الله عز وجل النور فرضىَ عنهوفصل الله سبحانه وتعالى بَين النور  والظلمةفسمّى الله تعالى النور “نهار”  والظلمة سمّاها “ليل”وعدىَ ليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الأولوبعدها قال الله سبحانه وتعالى: «لتكن قبة زي الخيمة في السماء علشان تفصل بين المياه». فخلق الله عز وجل قبة تفصل بين المياه اللي فوق قبة السماء والمياه اللي تحتهاوكان كما الله شاءوسمَى الله القبة دي ”سماء“وعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الثانيوبعدها قال الله سبحانه وتعالى: «تنحسر المياه اللي تحت السماء، وتظهر الأرض الجافة». فكان كما الله شاءوسمى الله اليابسة ”الأرض“، وتَجمُع المياه سماه ”بحر“، وشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضى عنه. ‏ وبعدها قال الله سبحانه و تعالى: «تطرح الارض من كلّ أنواع النباتات والأشجار المثمرة وكلها يبقَى فيها بذور حسب انوعها.» فكان كما الله شاءوطرحت الارض من كلّ أنواع النباتات والأشجار المثمرة كلها فيها بذور حسب انوعهاوشاف الله عز وجل اللى خلق فرضىَ عنهوعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الثالثبعدها قال الله تعالى: «تكون نجوم في السما، تَفصل بين الليل والنهار وتكون علامات لحساب الأيام والسنين، وتكون أنوار في السما علشان تنور الأرض». فكان كما الله شاء. ‏ فخلق الله نورين عظيمينالنور الكبير نور الشمس علشان يسود وينور بالنهار، والنور الصغير نور القمر علشان يَسود وينور بالليلوجعل الله الأنوار في السما علشان تنور الأرض، وعلشان تسود وتنور بالنهار والليل وتفصل بين الضلمة والنوروشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضىَ عنهوعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الرابع. ‏ بعدها قال الله سبحانه و تعالى: «تتملَى المياه بكل أنواع السمك والكائنات الحية اللي بتعيش في المياه، وتكون طيور تطير فوق الأرض وتطير في جو السما». فخلق الله سبحانه وتعالى وحوش البحر وكلّ الحيوانات اللي بتعيش في المياه، والطيور اللي بتطير في السماء، كلّ نوع لوحده بحسب أنواعهاوشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضَى عنهوبارك الله في خلقه وقال: «زيدوا في النسل واكتروا واملوا البحار وتكثر الطيور على الأرض». وعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الخامس. ‏ وبعدها قال الله تعالى: «تظهر على الأرض الكائنات اللي بتعيش عليها من وحوش وزواحف وبهائم من كل أنواعها». فكان كما الله شاءفخلق الله سبحانه وتعالى الوحوش والزواحف والبهائم، كلّ نوع لوحده بحسب نوعه وجنسهوشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضَى عنهوبعدها قال الله سبحانه تعالى: «نخلق الإنسان علشان على هيئتنا علشان يعبر عن بعض صفاتنا، ويكون له سلطة على أسماك البحر وعلى طيور السما وعلى كل حيوانات الأرض.» فخلق الله تعالى الإنسان على هيئته علشان يكشف عن بعض صفاتهخلقهم من ذكر وأنثىَ، وبارك فيهم وقال لهم: «زيدوا واكثروا وعمروا الأرض واملكوهاتكون لكم سلطة علىَ أسماك البحر وطيور السما وكل حيوانات الأرضأنا وهبتكم من كل نبات فيه بذور ومن كل شجر بيطرح ثمر علشان يكون طعام لكموجعلت كل نبات وعُشب أخضر يكون طعام لطيور السماء ووحوش وبهائم الأرض وكل نفس حية». فكان كما الله شاءوشاف الله عز وجل جميع اللي خلقه.فرضَى عنهم واستحسنهموعدىَ ليل وطلع النهار، وكان ده اليوم السادس.

 

وبكده أتم الله خلق السماوات والأرض وما عليها في ست أيام واليوم السابع خلاه الله يوم للراحة بعد ست أيام تمم فيها خلقه وبارك الله تعالىَ اليوم السابع وجعله مُخصص للراحة والعبادة لأنه تتم فيه كل اللي خلقه وبكده تمم الله عز وجل خلق السماوات والارض .

 

خلق آدم وحواء

 

قبل ما يخلق الله عز وجل الإنسان، ماكانتش الأرض طرحت لا عُشب ولا خضرة، لأنها كانت يابسة مانزلش عليها المطر ولا كان الإنسان اتخلق علشان يزرع فيها لكن ظهر على الأرض ضباب فيه رطوبة سقىَّ الأرض الجافة فأخذ الله عز وجل من طين الأرض وخلق الإنسان ونفخ فيه من روحه فبقى آدم نفس حية بعدها أنبت الله سبحانه وتعالى جنة في مكان أسمه عدن شرق نهر الأردن وسكن آدم فيها وأنبت الله عز وجل في الجنة كل أنواع الأشجار، ثمارها طيبة للأكل وشكلها جميل وملفته للنظر وفي وسط الجنة كانت شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر وكان بيجري في الجنة نهر بيرويها، وبيتفرع من النهر ده اربع أنهار أسم النهر الأول نهر فيشون وهو النهر المحيط بأرض الحويلة بالجزيرة العربية الي موجود فيها الذهب والذهب في الأرض دي جيد، وكمان فيها من العطور الفاخرة والأحجار الكريمة وإسم النهر الثاني جيحون، وهو اللي بيحيّط بأرض كوش أو النوبة، جنوب مصر وإسم النهر الثالث دجلة، وهو الي بيجري شرق أرض أشور والنهر الرابع هو نهر الفرات وجعل الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام يعيش في الجنة ويعتني بها ووصَى الله عز وجل آدم وقال له : (( يا آدم، ممكن تاكل من أي شجرة في الجنة، إلا شجرة معرفة الخير والشر لأنك يوم ما تاكل منها لازم هتموت .))  ولما شاف الله سبحانه وتعالى أن آدم كان وحيد قال : « الأفضل أن آدم مايفضلش لوحده، فأخلق له مُعين وشريك يناسبه ».  بعدها جاب الله سبحانه وتعالى لآدم كل الحيوانات والطيور علشان يسميها فسمى آدم كل الوحوش والبهائم والطيور بأسمائها لكن آدم ملقاش لنفسه معين ولا شريك يشبهه بين كل المخلوقات اللي سماها فجعل الله آدم عليه السلام يروح في نوم عميق وأخد ضلع من ضلوعه وغطىَ مكانه باللحم وخلق الله عز وجل من الضلع ده إمرأة وقدمها لآدم ففرح آدم وقال : « دي دلوقت عظامها من عظمي ولحمها من لحمي، واسمها إمرأة لأن الله خلقها مني ».  علشان كده الرجل بيفارق أبوه وأمه ويرتبط بزوجته ويكونوا هم الإتنين واحد وكان آدم وامرأته عريانين، لكنهم ماكانوش يعرفوا أيه الخجل .

 

 

جزاء المعصية

 

كانت الحيّة خبيثه وأمكر كلّ الحيوانات البرية اللي خلقها الله . ( وبالرغم من أن الله أمر آدم وحواء، بأنهم ياكلو من كل شجر الجنة، إلا شجرة معرفة الخير والشر، إلا أن الشيطان راح للمرأة  ( وتكلم معها على لسان الحيّة وخدعها وقال لها : « هو بجد الله قال لكم : " ماتاكلوش من أي شجرة في الجنة؟ "»  فقالِت المرأة للحيّة : « الله سمح لنا أننا ناكل من شجر الجنة لكن قال لنا : " ماتاكلوش من الشجرة اللي في وسط الجنة ولا تقربو منها وإلا هتموتوا“ فقالت الحيّة  : ” لا، مش هتموتوا، لأن الله يعلم أنه لما ما تاكلوا من الشجرة اللي في وسط الجنة هتتفتَح عيونكم وتكونوا زيه قادرين على التمييز بين الخير والشر . ( علشان كده منعكم من أنكم تاكلو منها )“  فبَصت حواء على الشجرة فشافتها جميلة في عينيها واستلذت طعمها وطمعت في المعرفة اللي فيها، فأخذت وأكلت وعطت لزوجها منها فأكل معاها فـاتفتحِت عيونهم، وعرفوا أنهم عريانين فقاموا وعملوا غطا من ورق شجر التين وغطوا نفسهم وفي وقت الغروب سمعوا صوت الله سبحانه وتعالى زي الرعد العاصف فقاموا بسرعة وحاولوا يستخبّوا ورا شجر الجنة ونادى الله آدم وقال له  : (( يا آدم، ليه بتحاول تستخبىَ؟ ))  فقال آدم : “ سمعت صوتَك، فخفت واستخبيت لأني عريان .”  فقال الله تعالى لآدم  : (( مين عرَفَك إنك عريان؟ أنت أكلت من الشجرة اللي قلتلك ماتاكلش منها؟ ))  فقال آدم : “ المرأة اللي عطيتها لي، هي اللي عطتيني فاكلت .”  فقال الله سبحانه وتعالى للمرأة : (( أيه اللي أنتي عملتيه؟ ))  فردّت المرأة وقالِت  : “ الحية غوتني وخلّيتني أكل من الشجرة .”  فقال الله سبحانه وتعالى للحيّة : (( جزاء اللي عملتيه، هتكوني ملعونة بين كل الحيوانات، تزحفي على بطنِك، وتاكلي من التراب طول ايام حياتِك ويكون فيه عداوة بينك وبين المرأة، وبين خْلفتِّك وخلفتها، رجل من نسل المرأة يدوس على دماغك يكسرها وإنتي تلدغي كعب رجله .))  وبعدين كَلم الله سبحانه وتعالى المرأة وقال لها : « في حملِكِ وولادتك هتتألمي، وشوقك دايمًا لراجلك ولحكمه عليكي هتخضعي ».  وقال الله سبحانه وتعالى لآدم : « يا آدم، لأنك عصيت وصيتي وسمعت لزوجتك وأكلت من الشجرة اللي منها حذرتك، اللعنة تنزل على الأرض وتبور بسببك، وأكلك منها طول حياتك بتعبك وجُهدَك، الأرض تنبت لك الشوك ومن عُشبِ الحقل يكون أكلك، ورزقك عليها من تعبك وعرقك، لحد ما ترجع للأرض اللي منها خَلقتك، فأنت من التراب اتخلقتَ وللتراب ترجع ». ‏  وجعلَ الله تعالى غطائين من جلد حيوان وغطا آدم وحواء وسَمى آدم زوجته حَواء، لأنها أم كُل بشر حَي بعدها قال الله سبحانه وتعالى دلوقت الإنسان بقَى يعرف الخير والشر، وممكن يمد ايده ويأكل من شجرة الحياة فيكون من الخالدين . ‏  وبعد ما طرد الله الإنسان، خلى آدم يقيم في شرق الجنة، علشان يتعب ويزرع الأرض اللي اتخلق منها، وخلىَ ملائكة من المُقربين يحرسوا الطريق لشجرة الحياة .

 

 

قابيل يقتل أخوه

 

( وبعد ما طرد الله آدم من الجنة بسبب المعصية، أجتمع آدم بزوجته حواء فحملت وولدت قابيل فقالت حواء : « بفضل من الله خلفت ولد »  وبعدها حملت مرة تانيه وولدت أخوه هابيل وكبر هابيل وبقىَ راعي غنم، واخوه قابيل بقَى مُزارع وفـي يوم من الأيّام، قابيل وهابيل كانوا عايزين يقدموا أضحية قربان لله سبحانه وتعالى، فقدم قابيل من زرع الأرض أما هابيل فاختار أبْكارِ من أحسن غنمه، وقدّمها أضحية لله سبحانه وتعالى فرضَى الله عن هابيل وتقبل أضحيته لكنه مرضاش عن قابيل ولا تقبل أضحيته فغضب قابيل لحد ما اتغير لون وجهه فقال له الله سبحانه وتعالى : « ليه غضبت يا قابيل واتغير لون وجهك؟ لو عملك صالح كنت تقبلت منك وأشرق وجهك ولو عملك فاسد، فالخطيئة مترصدة بك علشان تسيطر عليك وتفترسك، فاحترس من انها تهلكك ».  وفي يوم من الأيام قال قابيل لأخوه : ” يا هابيل، تعالىَ معايا نروح للحقل .“  ولما كانوا في الحقل، هجم قابيل على أخوه هابيل فقتله فقال الله تعالى لقابيل : « فين اخوك هابيل؟ »  فقال قابيل : ” أعرف منين أنا؟ هو انا حارس لأخويا؟“ فقال الله سبحانه وتعالى : « ليه عملت الشر؟ صوت دم أخوك بيصرخ لي من الأرض يطلب الثأر فالآن أنت مغضوب عليك في الارض اللي سفكت عليها دم اخوك  ولما تزرع الأرض تمنع عنك حصادها، ومن الآن تعيش مُطارد ومُشرد فيها ».  فقال قابيل : " عقابي أعظم من أني اتحمله، النهارده عن الأرض الخصبة بعدتني، ومن وجهك طردتني، مُطارد ومُشرد في الأرض جعلتني، وكل اللي يقابلني ممكن يقتلني ."  فقال الله تعالى لقابيل : « لا، لكن كل اللي يقتلك أنتقم منه بسبع أضعاف عقوبتك ».  ووضع الله تعالى على قابيل علامة علشان مايقتلوش كل اللي يقابله فخرج قابيل مطرود من وجه الله وسكن في أرض نود  ( ومعناها أرض الشقاء أو الترحال في شرق جنة عدن . ( ولما سكن قابيل في أرض نود أجتمع بزوجته، فحملت وخلفت له ولد سماه حنوك وبعدها بني قابيل مدينة وسمّاها على اسم أبنه حنوك وحنوك خلف عيراد، وعيراد خلف محويل، ومحويل خلف مُتوشالح، ومُتوشالح خلف لامك وبعدين لامك اتجوز أثنين واحدة اسمها عايده والثانية إسمها صِلة وخلفت له عايده ولد أسمه بيابال، وهو أول واحد سكن الخيام ورعى المواشي واسم أخوه يوبال، وهو أول واحد عزف على العود والمزمار أما زوجته الثانية صلة فخلفت له ولد وسمته توبال قابيل، وهو أول واحد صنع آلات النحاس والحديد، وخلفت كمان أُخته وإسمها نعمة وفي يوم من الأيام، جمع لامك زوجاته الأتنين وقاللهم : « أسمعي يا عايده وأنتي يا صلة، أنتبهوا يا زوجات لامك لكلامي أنا قتلت رجل لأنه جرحني، وهانتقم حتى من ولد صغير لو بكدمة أصابني فإذا كان الإنتقام من اللي يقتل قابيل بسبعة أضعاف، فأنا انتقم لنفسي بسبعة وسبعين ضعف .»  بعدها أجتمع آدم بزوجته حواء فحملت وخلفت ولد وسمّته شيث، وقالت  : “ رزقني الله بولد وعوّضني عن هابيل الي قتله أخوه قابيل .”  وبعدها خلف شيث ولد، فسمّاه أنوش وفي الوقت ده كان الناس بدئوا يدعوا بإسم الله الحي القيوم .

 

أولاد آدم

 

خلق الله الإنسان من ذكر وأنثى، خلقه علشان يعبر عن بعض صفاته وسمى أول بشر آدم وباركه وده سِجل أولاد آدم أبو البشر لما كان عمر آدم  130  سنة، خلف ولد تاني كان شَبَهُّه بالضبط، وسماه شيث وبعدها خلف آدم أولاد تانيين، ومات آدم وعمره  930  سنة ولما كان عمر شيث أبن آدم  105  سنة خلف أبنه وسماه أنوش وبعدها خلف أولاد تانيين، ومات شيث وعمره  905  سنة ولما كان عمر أنوش ابن شيث  90  سنة خلف أبنه قينان وخلف بعدها أولاد تانيين ومات أنوش وعمره  905  سنة ولما كان عمر قِينان أبن أنوش  70  سنة خلف أبنه مهلليل وبعدها خلف أولاد تانيين ومات قِينانُ وعمره  910  سنة ولما كان عمر مَهلليل أبن قِينان  65  سَنة خلف أبنه يارَد وبعدها خلف أولاد تانيين ومات مهلليل وعمره  895  سنة ولما كان عمر يارَد أبن مهلليل  162  سنة خلف أبنه إدريس وبعدها خلف أولاد تانيين ومات يارَد وعمره  962  سنة ولما كان عمر إِدريس  65  سنة خلف أبنه متوشالح وبعدها خلف إدريس أولاد تانيين ومشَى النبي إِدرِيس على طريق الله ورفعه الله إليه لما كان عمره  365  سنة ولما كان عمر متوشالح أبن النبي إدريس  187  سنة خلف أبنه لامَك وبعدها خلف متوشالح أولاد تانيين ومات وعمره  969  سنة ولما كان عمر لامَك  182  سَنة خلف ولد وقال : « أنا هاسميه نوح لأنه هيكون سبب في راحتنا بعد تعبنا في عيشتنا بسبَب الخطيئة اللي جلبت اللعنة علَى الأرض .»  بعدها خلف لامَك أولاد تانيين ومات وعمره  777  سنة وفي الوقت اللي كان فيه عُمر النبي نُوح  500  سنة، كان مخلف تلات أولاد وهم سام وحام ويافث .

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

من وحي النبوة

قصة الخلق

آدم وحواء

 

‏ لما بدأ الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض، كانت الأرض خالية وملهاش شكل، وكانت رُوح الله بتُحلق فوق سطح المياه العميقة اللي الظلمة كانت مغطياها فقال الله سبحانه وتعالى: «ليكُنْ نور»، فكان النوروشاف الله عز وجل النور فرضىَ عنهوفصل الله سبحانه وتعالى بَين النور  والظلمةفسمّى الله تعالى النور “نهار”  والظلمة سمّاها “ليل”وعدىَ ليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الأولوبعدها قال الله سبحانه وتعالى: «لتكن قبة زي الخيمة في السماء علشان تفصل بين المياه». فخلق الله عز وجل قبة تفصل بين المياه اللي فوق قبة السماء والمياه اللي تحتهاوكان كما الله شاءوسمَى الله القبة دي ”سماء“وعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الثانيوبعدها قال الله سبحانه وتعالى: «تنحسر المياه اللي تحت السماء، وتظهر الأرض الجافة». فكان كما الله شاءوسمى الله اليابسة ”الأرض“، وتَجمُع المياه سماه ”بحر“، وشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضى عنه. ‏ وبعدها قال الله سبحانه و تعالى: «تطرح الارض من كلّ أنواع النباتات والأشجار المثمرة وكلها يبقَى فيها بذور حسب انوعها.» فكان كما الله شاءوطرحت الارض من كلّ أنواع النباتات والأشجار المثمرة كلها فيها بذور حسب انوعهاوشاف الله عز وجل اللى خلق فرضىَ عنهوعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الثالثبعدها قال الله تعالى: «تكون نجوم في السما، تَفصل بين الليل والنهار وتكون علامات لحساب الأيام والسنين، وتكون أنوار في السما علشان تنور الأرض». فكان كما الله شاء. ‏ فخلق الله نورين عظيمينالنور الكبير نور الشمس علشان يسود وينور بالنهار، والنور الصغير نور القمر علشان يَسود وينور بالليلوجعل الله الأنوار في السما علشان تنور الأرض، وعلشان تسود وتنور بالنهار والليل وتفصل بين الضلمة والنوروشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضىَ عنهوعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الرابع. ‏ بعدها قال الله سبحانه و تعالى: «تتملَى المياه بكل أنواع السمك والكائنات الحية اللي بتعيش في المياه، وتكون طيور تطير فوق الأرض وتطير في جو السما». فخلق الله سبحانه وتعالى وحوش البحر وكلّ الحيوانات اللي بتعيش في المياه، والطيور اللي بتطير في السماء، كلّ نوع لوحده بحسب أنواعهاوشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضَى عنهوبارك الله في خلقه وقال: «زيدوا في النسل واكتروا واملوا البحار وتكثر الطيور على الأرض». وعدَى الليل وطلع النهار، وكان ده اليوم الخامس. ‏ وبعدها قال الله تعالى: «تظهر على الأرض الكائنات اللي بتعيش عليها من وحوش وزواحف وبهائم من كل أنواعها». فكان كما الله شاءفخلق الله سبحانه وتعالى الوحوش والزواحف والبهائم، كلّ نوع لوحده بحسب نوعه وجنسهوشاف الله عز وجل اللي خلقه فرضَى عنهوبعدها قال الله سبحانه تعالى: «نخلق الإنسان علشان على هيئتنا علشان يعبر عن بعض صفاتنا، ويكون له سلطة على أسماك البحر وعلى طيور السما وعلى كل حيوانات الأرض.» فخلق الله تعالى الإنسان على هيئته علشان يكشف عن بعض صفاتهخلقهم من ذكر وأنثىَ، وبارك فيهم وقال لهم: «زيدوا واكثروا وعمروا الأرض واملكوهاتكون لكم سلطة علىَ أسماك البحر وطيور السما وكل حيوانات الأرضأنا وهبتكم من كل نبات فيه بذور ومن كل شجر بيطرح ثمر علشان يكون طعام لكموجعلت كل نبات وعُشب أخضر يكون طعام لطيور السماء ووحوش وبهائم الأرض وكل نفس حية». فكان كما الله شاءوشاف الله عز وجل جميع اللي خلقه.فرضَى عنهم واستحسنهموعدىَ ليل وطلع النهار، وكان ده اليوم السادس.

 

وبكده أتم الله خلق السماوات والأرض وما عليها في ست أيام واليوم السابع خلاه الله يوم للراحة بعد ست أيام تمم فيها خلقه وبارك الله تعالىَ اليوم السابع وجعله مُخصص للراحة والعبادة لأنه تتم فيه كل اللي خلقه وبكده تمم الله عز وجل خلق السماوات والارض .

 

خلق آدم وحواء

 

قبل ما يخلق الله عز وجل الإنسان، ماكانتش الأرض طرحت لا عُشب ولا خضرة، لأنها كانت يابسة مانزلش عليها المطر ولا كان الإنسان اتخلق علشان يزرع فيها لكن ظهر على الأرض ضباب فيه رطوبة سقىَّ الأرض الجافة فأخذ الله عز وجل من طين الأرض وخلق الإنسان ونفخ فيه من روحه فبقى آدم نفس حية بعدها أنبت الله سبحانه وتعالى جنة في مكان أسمه عدن شرق نهر الأردن وسكن آدم فيها وأنبت الله عز وجل في الجنة كل أنواع الأشجار، ثمارها طيبة للأكل وشكلها جميل وملفته للنظر وفي وسط الجنة كانت شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر وكان بيجري في الجنة نهر بيرويها، وبيتفرع من النهر ده اربع أنهار أسم النهر الأول نهر فيشون وهو النهر المحيط بأرض الحويلة بالجزيرة العربية الي موجود فيها الذهب والذهب في الأرض دي جيد، وكمان فيها من العطور الفاخرة والأحجار الكريمة وإسم النهر الثاني جيحون، وهو اللي بيحيّط بأرض كوش أو النوبة، جنوب مصر وإسم النهر الثالث دجلة، وهو الي بيجري شرق أرض أشور والنهر الرابع هو نهر الفرات وجعل الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام يعيش في الجنة ويعتني بها ووصَى الله عز وجل آدم وقال له : (( يا آدم، ممكن تاكل من أي شجرة في الجنة، إلا شجرة معرفة الخير والشر لأنك يوم ما تاكل منها لازم هتموت .))  ولما شاف الله سبحانه وتعالى أن آدم كان وحيد قال : « الأفضل أن آدم مايفضلش لوحده، فأخلق له مُعين وشريك يناسبه ».  بعدها جاب الله سبحانه وتعالى لآدم كل الحيوانات والطيور علشان يسميها فسمى آدم كل الوحوش والبهائم والطيور بأسمائها لكن آدم ملقاش لنفسه معين ولا شريك يشبهه بين كل المخلوقات اللي سماها فجعل الله آدم عليه السلام يروح في نوم عميق وأخد ضلع من ضلوعه وغطىَ مكانه باللحم وخلق الله عز وجل من الضلع ده إمرأة وقدمها لآدم ففرح آدم وقال : « دي دلوقت عظامها من عظمي ولحمها من لحمي، واسمها إمرأة لأن الله خلقها مني ».  علشان كده الرجل بيفارق أبوه وأمه ويرتبط بزوجته ويكونوا هم الإتنين واحد وكان آدم وامرأته عريانين، لكنهم ماكانوش يعرفوا أيه الخجل .

 

 

جزاء المعصية

 

كانت الحيّة خبيثه وأمكر كلّ الحيوانات البرية اللي خلقها الله . ( وبالرغم من أن الله أمر آدم وحواء، بأنهم ياكلو من كل شجر الجنة، إلا شجرة معرفة الخير والشر، إلا أن الشيطان راح للمرأة  ( وتكلم معها على لسان الحيّة وخدعها وقال لها : « هو بجد الله قال لكم : " ماتاكلوش من أي شجرة في الجنة؟ "»  فقالِت المرأة للحيّة : « الله سمح لنا أننا ناكل من شجر الجنة لكن قال لنا : " ماتاكلوش من الشجرة اللي في وسط الجنة ولا تقربو منها وإلا هتموتوا“ فقالت الحيّة  : ” لا، مش هتموتوا، لأن الله يعلم أنه لما ما تاكلوا من الشجرة اللي في وسط الجنة هتتفتَح عيونكم وتكونوا زيه قادرين على التمييز بين الخير والشر . ( علشان كده منعكم من أنكم تاكلو منها )“  فبَصت حواء على الشجرة فشافتها جميلة في عينيها واستلذت طعمها وطمعت في المعرفة اللي فيها، فأخذت وأكلت وعطت لزوجها منها فأكل معاها فـاتفتحِت عيونهم، وعرفوا أنهم عريانين فقاموا وعملوا غطا من ورق شجر التين وغطوا نفسهم وفي وقت الغروب سمعوا صوت الله سبحانه وتعالى زي الرعد العاصف فقاموا بسرعة وحاولوا يستخبّوا ورا شجر الجنة ونادى الله آدم وقال له  : (( يا آدم، ليه بتحاول تستخبىَ؟ ))  فقال آدم : “ سمعت صوتَك، فخفت واستخبيت لأني عريان .”  فقال الله تعالى لآدم  : (( مين عرَفَك إنك عريان؟ أنت أكلت من الشجرة اللي قلتلك ماتاكلش منها؟ ))  فقال آدم : “ المرأة اللي عطيتها لي، هي اللي عطتيني فاكلت .”  فقال الله سبحانه وتعالى للمرأة : (( أيه اللي أنتي عملتيه؟ ))  فردّت المرأة وقالِت  : “ الحية غوتني وخلّيتني أكل من الشجرة .”  فقال الله سبحانه وتعالى للحيّة : (( جزاء اللي عملتيه، هتكوني ملعونة بين كل الحيوانات، تزحفي على بطنِك، وتاكلي من التراب طول ايام حياتِك ويكون فيه عداوة بينك وبين المرأة، وبين خْلفتِّك وخلفتها، رجل من نسل المرأة يدوس على دماغك يكسرها وإنتي تلدغي كعب رجله .))  وبعدين كَلم الله سبحانه وتعالى المرأة وقال لها : « في حملِكِ وولادتك هتتألمي، وشوقك دايمًا لراجلك ولحكمه عليكي هتخضعي ».  وقال الله سبحانه وتعالى لآدم : « يا آدم، لأنك عصيت وصيتي وسمعت لزوجتك وأكلت من الشجرة اللي منها حذرتك، اللعنة تنزل على الأرض وتبور بسببك، وأكلك منها طول حياتك بتعبك وجُهدَك، الأرض تنبت لك الشوك ومن عُشبِ الحقل يكون أكلك، ورزقك عليها من تعبك وعرقك، لحد ما ترجع للأرض اللي منها خَلقتك، فأنت من التراب اتخلقتَ وللتراب ترجع ». ‏  وجعلَ الله تعالى غطائين من جلد حيوان وغطا آدم وحواء وسَمى آدم زوجته حَواء، لأنها أم كُل بشر حَي بعدها قال الله سبحانه وتعالى دلوقت الإنسان بقَى يعرف الخير والشر، وممكن يمد ايده ويأكل من شجرة الحياة فيكون من الخالدين . ‏  وبعد ما طرد الله الإنسان، خلى آدم يقيم في شرق الجنة، علشان يتعب ويزرع الأرض اللي اتخلق منها، وخلىَ ملائكة من المُقربين يحرسوا الطريق لشجرة الحياة .

 

 

قابيل يقتل أخوه

 

( وبعد ما طرد الله آدم من الجنة بسبب المعصية، أجتمع آدم بزوجته حواء فحملت وولدت قابيل فقالت حواء : « بفضل من الله خلفت ولد »  وبعدها حملت مرة تانيه وولدت أخوه هابيل وكبر هابيل وبقىَ راعي غنم، واخوه قابيل بقَى مُزارع وفـي يوم من الأيّام، قابيل وهابيل كانوا عايزين يقدموا أضحية قربان لله سبحانه وتعالى، فقدم قابيل من زرع الأرض أما هابيل فاختار أبْكارِ من أحسن غنمه، وقدّمها أضحية لله سبحانه وتعالى فرضَى الله عن هابيل وتقبل أضحيته لكنه مرضاش عن قابيل ولا تقبل أضحيته فغضب قابيل لحد ما اتغير لون وجهه فقال له الله سبحانه وتعالى : « ليه غضبت يا قابيل واتغير لون وجهك؟ لو عملك صالح كنت تقبلت منك وأشرق وجهك ولو عملك فاسد، فالخطيئة مترصدة بك علشان تسيطر عليك وتفترسك، فاحترس من انها تهلكك ».  وفي يوم من الأيام قال قابيل لأخوه : ” يا هابيل، تعالىَ معايا نروح للحقل .“  ولما كانوا في الحقل، هجم قابيل على أخوه هابيل فقتله فقال الله تعالى لقابيل : « فين اخوك هابيل؟ »  فقال قابيل : ” أعرف منين أنا؟ هو انا حارس لأخويا؟“ فقال الله سبحانه وتعالى : « ليه عملت الشر؟ صوت دم أخوك بيصرخ لي من الأرض يطلب الثأر فالآن أنت مغضوب عليك في الارض اللي سفكت عليها دم اخوك  ولما تزرع الأرض تمنع عنك حصادها، ومن الآن تعيش مُطارد ومُشرد فيها ».  فقال قابيل : " عقابي أعظم من أني اتحمله، النهارده عن الأرض الخصبة بعدتني، ومن وجهك طردتني، مُطارد ومُشرد في الأرض جعلتني، وكل اللي يقابلني ممكن يقتلني ."  فقال الله تعالى لقابيل : « لا، لكن كل اللي يقتلك أنتقم منه بسبع أضعاف عقوبتك ».  ووضع الله تعالى على قابيل علامة علشان مايقتلوش كل اللي يقابله فخرج قابيل مطرود من وجه الله وسكن في أرض نود  ( ومعناها أرض الشقاء أو الترحال في شرق جنة عدن . ( ولما سكن قابيل في أرض نود أجتمع بزوجته، فحملت وخلفت له ولد سماه حنوك وبعدها بني قابيل مدينة وسمّاها على اسم أبنه حنوك وحنوك خلف عيراد، وعيراد خلف محويل، ومحويل خلف مُتوشالح، ومُتوشالح خلف لامك وبعدين لامك اتجوز أثنين واحدة اسمها عايده والثانية إسمها صِلة وخلفت له عايده ولد أسمه بيابال، وهو أول واحد سكن الخيام ورعى المواشي واسم أخوه يوبال، وهو أول واحد عزف على العود والمزمار أما زوجته الثانية صلة فخلفت له ولد وسمته توبال قابيل، وهو أول واحد صنع آلات النحاس والحديد، وخلفت كمان أُخته وإسمها نعمة وفي يوم من الأيام، جمع لامك زوجاته الأتنين وقاللهم : « أسمعي يا عايده وأنتي يا صلة، أنتبهوا يا زوجات لامك لكلامي أنا قتلت رجل لأنه جرحني، وهانتقم حتى من ولد صغير لو بكدمة أصابني فإذا كان الإنتقام من اللي يقتل قابيل بسبعة أضعاف، فأنا انتقم لنفسي بسبعة وسبعين ضعف .»  بعدها أجتمع آدم بزوجته حواء فحملت وخلفت ولد وسمّته شيث، وقالت  : “ رزقني الله بولد وعوّضني عن هابيل الي قتله أخوه قابيل .”  وبعدها خلف شيث ولد، فسمّاه أنوش وفي الوقت ده كان الناس بدئوا يدعوا بإسم الله الحي القيوم .

 

أولاد آدم

 

خلق الله الإنسان من ذكر وأنثى، خلقه علشان يعبر عن بعض صفاته وسمى أول بشر آدم وباركه وده سِجل أولاد آدم أبو البشر لما كان عمر آدم  130  سنة، خلف ولد تاني كان شَبَهُّه بالضبط، وسماه شيث وبعدها خلف آدم أولاد تانيين، ومات آدم وعمره  930  سنة ولما كان عمر شيث أبن آدم  105  سنة خلف أبنه وسماه أنوش وبعدها خلف أولاد تانيين، ومات شيث وعمره  905  سنة ولما كان عمر أنوش ابن شيث  90  سنة خلف أبنه قينان وخلف بعدها أولاد تانيين ومات أنوش وعمره  905  سنة ولما كان عمر قِينان أبن أنوش  70  سنة خلف أبنه مهلليل وبعدها خلف أولاد تانيين ومات قِينانُ وعمره  910  سنة ولما كان عمر مَهلليل أبن قِينان  65  سَنة خلف أبنه يارَد وبعدها خلف أولاد تانيين ومات مهلليل وعمره  895  سنة ولما كان عمر يارَد أبن مهلليل  162  سنة خلف أبنه إدريس وبعدها خلف أولاد تانيين ومات يارَد وعمره  962  سنة ولما كان عمر إِدريس  65  سنة خلف أبنه متوشالح وبعدها خلف إدريس أولاد تانيين ومشَى النبي إِدرِيس على طريق الله ورفعه الله إليه لما كان عمره  365  سنة ولما كان عمر متوشالح أبن النبي إدريس  187  سنة خلف أبنه لامَك وبعدها خلف متوشالح أولاد تانيين ومات وعمره  969  سنة ولما كان عمر لامَك  182  سَنة خلف ولد وقال : « أنا هاسميه نوح لأنه هيكون سبب في راحتنا بعد تعبنا في عيشتنا بسبَب الخطيئة اللي جلبت اللعنة علَى الأرض .»  بعدها خلف لامَك أولاد تانيين ومات وعمره  777  سنة وفي الوقت اللي كان فيه عُمر النبي نُوح  500  سنة، كان مخلف تلات أولاد وهم سام وحام ويافث .